علي مهدي الاعرجي
انسان
(Ali Mahdi Alaraaji)
الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 02:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل محاولة إصدار أي حكم على إني كافر أو أشكك في الذات الإلهية .أقول إن ابراهيم الخليل أصابه الشك .( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.) هذا ما جاء في صريح القران و أعتقد لي الحق أن أتساءل كما تسأل إبراهيم .و من يريد أن يقول عني كفرت ليقولها لإبراهيم الخليل أبو الانبياء . أبدأ الحديث
ليس لي أن أخوض في ميدان التكذيب أو التصديق في حيثيات القران أو الاسلام . إنه ليس من اختصاصي أن أخوض في ذلك. لكن بصفتي كمسلم أو رجل أنتمي إلى دين سماوي أتساءل عن الحياة ما بعد الموت وهل هناك جنة و نار حقيقية؟ هل يستطيع الله اعادتي إلى الحياة مرة اخرى و قد أتحول إلى عدم ؟ و هل ذلك معتمد على طريقة التعامل مع الجسد بعد الموت ؟ كأن يدفن مثلا . ولا ننسى هناك الملاين من الناس يحرقون و ينثرون في الهواء و هناك من يرمى في البحر و اليوم بعد التطور الطبي الهائل أصبح لدينا طريقة الواهب الجسدي أي أهب الأعضاء الصالحة من جسدي بعد موتي كي يستفاد منها . أعود إلى تساؤليي كيف يعيد الله جسدي بعد الموت ؟ أنا لا اشكك في قدرت الله مطلقا . لكن هناك بعض الملابسات اريد تفسير لها عن طريق علمي مسند إلى دليل و لابد أن اشير إلى إن الله طالب المشركين في دليل قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أرى من المعقول جدا أن أطالب في دليل كما هو النهج الإلهي وهذا ليس تجاوز أو اعتداء بل حق مشروع كفله الله أولا. هنا أسأل في أي جسد أعود لكي أحاسب و أي جسد سوف يعذب في النار و أي جسد سوف يتمتع في نعيم الجنة. كذلك , لابد أن ندرك ان طبيعة الحال البشرية متقلبه و متغيره ويصعب بل يستحيل الثبات على نمط واحد العمر كله سواء فكري و جسدي .أي إنه في حالة تغير مستمر في الدنيا لكن ما لا أفهمه في المعاد أي بعد الموت سيعاد الانسان على أي فتره زمنيه من عمره . لنأخذ مثال يوضح ما أريد قوله . زيد في عمر الخامسة و العشرون كان تقي ورع و بعد عام بدأ يشرب الخمر و يفسق وبعد عام تاب وعاد إلى رشده وفي نفس العام عاد إلى ضلاله و وتوفي بعد أيام قليله. السؤال, في أي جسد سوف يعيد الله زيد و في أي عمر. و أي فتره زمنية هل في فترت الفساد ؟ و إن كان, فما بال فترت العبادة. وأي جسد سوف يحرق في النار هل الجسد الذي صلى وركع وتعبد أم الجسد الفاسد و لنقل إن الله عذب الجسد الفاسد لكن ما بال الجسد الطاهر في فترت العبادة وكذلك يقول الله كلما نضجت جلودهم بدلناه جلود اخر!!. عجيب ما بال الجلد الجديد و العذاب ؟! الجلد السابق هو من ارتكب المعصية لكن الجلد الجديد المبدل لم يكن مسيء أي اليد التي زنت و احترقت بدلت بيد اخرى الله يقول بدلناه جلود اخر !!! و هذا يقتضي الظلم وعدم العدل و الله عادل. إن صدق هذا الميثاق المأخوذ من الله في تعذيب المذنب يصدق عدم عدالة الله و العدالة من ذاتيات الله. اما إذا تناولنا العذاب من جانب أخر أي إن الله يحاسب الروح و يعذبها وليس الجسد. على سبيل المثال زيد قتل رجل في سكين فمن يحاسب القاضي هنا زيد أم السكين. عقلا نقول زيد و السكين أداة لا أكثر ، من هذا المثال نستشف إن العذاب يقع على النفس لأنها هيه الأمر بالسوء و الجسد مجرد أداة للفعل. واقع الأمر كلام شبه منطقي وبه نوع من الصواب لكن ليس عقلاني لأن الله يعذب الجسد في النار يوم القيامة و ليس الروح أما عملية التعذيب هنا جسدية لأن الذنب جسدي و الروح لا تعمل إلا بلباسها (الجسد ) بهذا انتفت فكرة عذاب الروح . هناك رأي أخر يقول في استحالة إعادة المعدوم ! هناك الكثير من البحوث الفلسفية المتناولة لهذا الأمر وكذلك وجود المناف لها . المشكلة عند موت الانسان يتحول من حالة إلى حالة اخرى أي من المستحيل عدمه لأن المادة لا يمكن لها أن تفنى! أي تعدم من الوجود لكن تدخل في مرحلة الصيرورة. و هذا يمكن تطبيقه على الية الدفن الأكثر شيوع مع جسد الانسان الميت حيث يمازج الأرض ثم يتفسخ و يتحول إلى مواد عضوية و أسمدة على مرور الزمن بل يتحلل ويكون من جزيئات الأرض نفسها .بهذا تنتقل العناصر الجسدية من الأرض إلى النبات بعدها تتحول إلى ثمر ومن ثم يأتي إنسان أو حيوان يأكل من هذا النبات و بهذا أصبح جسد الانسان متوزع في أكثر من جزء وأكثر من جسد . فكيف يتم هنا محاسبة الانسان المذنب و مجازات الانسان الصالح . هل يقوم الله باستخلاص الجسد الميت و استرجاعه ؟ كيف هذا و نحن نملك في أجسادنا بقايا من بقايا أجساد ماتت قبل ملاين السنين ؟!! و إن قلنا لا يهم. الانسان يأتي كما هو .على هيئته و يحاسب. لكن أي هيئة ؟ الشاب, الكبير ,الطفل على أية هيئة؟ .أنا أحمل في جسدي بقايا من أموات سابقه لربما كانوا متقين ورجال دين .و انا أنسان فاسق سوف يعذبني الله في النار فما ذنب الجسد المؤمن في داخلي؟ إن قلنا إنه لا يحس لأن الإحساس في الروح الحاملة للجسد . هنا نعود إلى نفس النقطة هي العدالة الإلهية. أنا أملك جسد ليس بجسدي لماذا يعذب. اليوم تظهر لنا مشكلة كبيرة وبشكل واضح هيه الهبة أي بعد موتي اعطي كبدي و قلبي أو الكلة إلى شخص على قيد الحياة وهو في حاجة لها .و ما ان استلمها و نهض على قدميه قام بارتكاب المعاصي .هنا السؤال ما ذنب قلبي أن يحترق و يعاقب على ذنب لم أعمله أنا. بل عمله غيري ؟! يقول الله النار الموقدة التي تطلع على الأفئدة. هذا إن أسلمنا في بقاء الأجساد على حالها .لو قلنا إن الله يعيدني في جسد ثاني أي يشبه خلقي فما ذنب هذا الجسد وهل هذا من الحكمة الإلهية أم من العدل. و لنقل انه امر الله , لكن يعيدني في أي عمر و أنا متغير في استمرار حيث الخلايا البشرية تتجدد في الدنيا و عند العذاب الأجساد تحرق و تتبدل في استمرار إذن السؤال من المعذب و من الحاصل على النعيم ؟!! إذا كنت متغير في الدنيا و متغير في الأخرة!! لا أدري أتبع أي من الأطراف! إن أحكمت عقلي في ما ذكره الله حول العذاب أراه مخالف للعدل الإلهي و الحكمة الإلهية. وان امنة بما قال بدون تفكير أقول جسدي سوف يكون من نصيب من ؟ و جسد من سوف أرتديه في النار و يعذب ؟ لا أعلم . تضاربت و تلاطمت أفكاري. و لا أجد لها تفسير احاول أن أريح به عقلي . لا أدري افكر في كيفية خلقي و أقول إن ما اكتسبته من جسد جاء من أمي و أبي فهو لهم في الأصل هم من نسج خيوطه و هو جزء منهم و أنا مجرد حامل له لفترة زمنية و اغادره . بعد موتي ينتهي كل شيء كما هيه بدايتي مجهولة ستكون النهاية نفس الشيء !!! حيرة ليس لها جواب. المصيبة الكبرى انتهى زمن الأنبياء في عصور الهمجية والظلام فلو كان بيننا نبي لسألناه عما قال الله ليوضحه بأمر عقلاني لعلنا نريح عقولنا من هذه الصراعات.
#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)
Ali_Mahdi_Alaraaji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟